الأضحية وأحكامها في الأسلام ..؟

قياسي

“الفداء العظيم” القصة وما فيها “الأضحية” رحمة الله بالنبي إبراهيم وابنه إسماعيل تبدأ بعد صلاة العيد وتنتهي بغروب شمس 13 ذي الحجة سنة مؤكدة عن الرسول .


عيد الأضحى هو أحد العيدين أو اليومين اللذان أبدل الله تعالى أمة الإسلام بها أيام الجاهلية وأعيادها وذلك في السنة الثانية من الهجرة حيث هاجر النبي إلى المدينة ووجد لأهلها عيدان فقال قد أبدلكما الله خيرا منهما” وهو ذكرى الفداء العظيم وهدي إسلامي شرع شكرا لله تعالى على نعمة الحياة ويحرص عليه المسلمون بتقديم ذبح من الأنعام من أول أيام التشريق حتى آخر يوم منها.
يسمى بأسماء مختلفة منها “عيد الأضحى، يوم النحر، العيد الكبير، عيد الحجاج”، ويبدأ في اليوم العاشر من ذي الحجة وحتى اليوم الرابع عشر، وروى عن النبي قوله “يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام وهي أيام أكل وشرب”.

أصلها

تعود قصة الأضحية إلى رؤيا رسول الله إبراهيم في منامه بأنه يذبح ابنه إسماعيل فاستشاره ووافق إسماعيل لأن رؤيا الأنبياء حق ويجب تطبيقها، وعندما ألقى إبراهيم ابنه على وجهه لذبحه نودي من قبل الله ﴿أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا﴾ واُستبدل الذبح بكبش وصفه العلماء المسلمون بأنه «كبش أبيض، أعين، أقرن، رآه مربوطًا بسمرة في ثبير»، وهذا كله جاء في القرآن الكريم حيث يقول تعالى: “فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ * فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ* وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ * وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ * وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآَخِرِينَ * سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ * كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ”.
ويذكر بعض المفسرين كابن كثير والقرطبي أن الآية 124 في سورة البقرة: ﴿وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ﴾ نزلت في بضعة أمور منها امتحانه في ذبح ولده، ومن هذا الكبش الذي أنزل على إبراهيم ليذبحه شُرع ذبح الأضاحي في يوم عيد الأضحى

حكمها

الأضحية سنَّةٌ مؤكدةٌ عند جمهور الفقهاء وواجبة عند الحنفية، يفوتُ المسلمَ خيرٌ كبيرٌ بتركها إذا كان قادرًا عليها؛ لقول النبى صلى الله عليه وآله وسلم: «مَا عَمِلَ آدَمِى مِنْ عَمَلٍ يَوْمَ النَّحْرِ أَحَبَّ إلى اللهِ مِنْ إِهْرَاقِ الدَّمِ، إِنَّهَا لَتَأْتِى يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِقُرُونِهَا وَأَشْعَارِهَا وَأَظْلافِهَا، وَإِنَّ الدَّمَ لَيَقَعُ مِنَ اللهِ بِمَكَانٍ قَبْلَ أن يَقَعَ مِنَ الأرْضِ، فَطِيبُوا بِهَا نَفْسًا».

دليلها

دل على مشروعية الأضحية من القرآن قول الحق جل شأنه: “إنا أعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر”، ومن الأحاديث حديث أنس بن مالك قال: «ضحى النبي صلى الله عليه وسلّم بكبشين أملحين ذبحهما بيده وسمى وكبر، وضع رجله على صفاحهما.» وحديث عبد الله بن عمر، قال: «أقام النبي صلى الله عليه وسلّم بالمدينة عشر سنين يضحي».

وقتها

يبدأ وقت الأضحية من بعد صلاة عيد الأضحى وينتهى بغروب شمس الثالث عشر من ذى الحجة.

سن الأضحية

عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: “لاَ تَذْبَحُوا إِلاَّ مُسِنَّةً، إِلاَّ أَنْ يَعْسُرَ عَلَيْكُمْ فَتَذْبَحُوا جَذَعَةً مِنَ الضَّأْنِ”، والمسنة من كل الأنعام هي الثنية فما فوقها، وتبلغ الأُضحية السن بأن تكون ثنية أو فوق الثنية من الإبل والبقر والمعز، وجذعة أو فوق الجذعة من الضأن، فلا تجزئ الأضحية بما دون الثنية من غير الضأن، ولا بما دون الجذعة من الضأن.

فأقل ما يجزئ من السن :

الجذع من الضأن هو ما أتم ستة أشهر والمسنة من الماعز هي ما أتم سنة قمرية ودخل في الثانية دخولا بينًا كأن يمر عليها شهر بعد بلوغ السنة
والمسنة من البقر هي ما بلغ سنتين قمريتين والجاموس نوع من البقر، والمسن من الإبل “الجمال” هو ما كان ابن خمس سنين.

شروط الأضحية

للأضحية شروط معينة يجب أن تتحقق فيها أولها أن تكون بهيمة الأنعام

وهي : الإبل والبقر والغنم، وسن معين لها وغير هذا فتكون الأضحية غير مجزئة ويشترط أن تكون خالية من العيوب وأن تكون ملكًا للمضحي وألا يتعلق بها حق للغير وأن يضحى بها في الوقت المحدد والنية ويشترط لدى الحنابلة والشافعية التصدق ببعض لحمها وهو نيء.

كما يشترط فيها ما يشترط فى غيرها من الذبائح مِن كون الحيوان حيًّا وأن تزهق روحه بالذبح، وألا يكون صيدًا من صيد الحرم وأن يبلغ سنَّ التضحية وأن تكون الأضحية سالمةً من العيوب وأن تكون مملوكةً للمضحِّى، وينوى بها التقرب إلى الله تعالى”.

شروط المضحي

يشترط في المضحي 3 أمور هي :

1- نية التضحية؛ لأن الذبح قد يكون للحم، وقد يكون للقربة، والفعل لا يقع قُربةً إلا بالنية؛ لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: “إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى” رواه البخاري.

2- أن تكون النية مقارنة للذبح أو مقارنة للتعيين السابق على الذبح؛ سواء أكان هذا التعيين بشراء الشاة أم بإفرازها مما يملكه، وسواء أكان ذلك للتطوع أم لنذر في الذمة، ومثله الجَعل؛ كأن يقول: جعلت هذه الشاة أضحية، فالنية في هذا كله تكفي عن النية عند الذبح، وهذا عند الشافعية وهو المفتى به.

3- أن تكون الشاة مملوكة للذابح، أو مأذونًا له فيها صراحة أو دلالة، فإن لم تكن كذلك لم تجزئ التضحية بها عن الذابح؛ لأنه ليس مالكًا لها ولا نائبًا عن مالكها؛ لأنه لم يأذن له في ذبحها عنه، والأصل فيما يعمله الإنسان أن يقع للعامل ولا يقع لغيره إلا بإذنه.

ما يقال عند الذبح

ورد عن جابر بن عبدالله الأنصاري -رضي الله عنهما- أن رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – ذبح يوم العيد كبشين، ثم قال حين وجههما: “وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين، إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين، بسم الله والله أكبر، اللهم منك ولك عن محمد وأمته”.

يستحب أن يذبح المضحي بنفسه إن قدر على الذبح؛ لأنه قربة، ومباشرة القربة أفضل من تفويض إنسان آخر فيها، فإن لم يحسن الذبح فالأولى توليته مسلما يحسنه، ويستحب فى هذه الحالة أن يشهد الأُضْحِيَّة، فعن عمران بن حصين رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «يا فاطمة قومى إلى أضحيتك فأشهديها».

توزيع لحومها

يتم تقسيم لحم الأضحية إلى ثلاثة أقسام هي، الأكل والهدي للأقارب والتصدق على الفقراء والمساكين، ويمكن أن تقسم لنصفين لقوله تعالى “فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير”.

التصرف في جلد الأضحية

أكد الجمهور على عدم جواز بيع جلد الأضحية كونها صارت لله تعالى، إلا أنه يمكن الانتفاع بها كما فعلت أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها.

و كل عام و أنتم بخير .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *