عزيزتي ..؟

قياسي

هل ترى ..؟

هذه أشياء لا تعرفها لأنك لم تجرب
أن تمشي طرقا غير التي يختارها الجميع
وأن تتبع حدسك نحو الهاوية حين يلومونك
وأنت تصدق صوتا خافتا تسمعه وحدك
ثمة أشياء في الحياة لا يجب أن نندم لفقدانها
لأننا كنا نملك رفاهية الأختيار و أخترنا التخلي
ولأننا حين نترك شيئاً عمدا لن يحق لنا
أن نحزن لفقدانه .

كيف نقول “وداعاً” أتخيلك

أتخيل عينيك المرهقتين من السهر
ربما يحتاجان قبلة حتى يذهب التعب
وتنام أتخيل يديك الباردتين من صقيع الأيام
وظهرك المقوس من كثرة الجلوس إلى مكتبك
وأقول ربما تحتاجني التفت قليلاً ثمة يدين باردتين
على بعد كلمتين منك .

“عزيزتي”

هذا كل ما تبقى منك
هذا اللقب الذي أحب
وأعزي به نفسي بعد الرحيل
إنني بقدر ما أكره الوداع أحب الرسائل الأخيرة
التي نشيع بها أحدهم نحو النسيان .

وكم أتمنى لو أنني أستطعت أن أقول لكل الذين رحلوا رسائل أخيرة
قبل أن يباغثنا الفقدان و لكنني أفعل الٱن معك .

كنت أكتب لك
لأقترب لتصغر المسافة بيننا
وتعودي لي و أكتب الٱن لأبتعد .

كان
الطريق إليك طويلاً
حتى تمنيت لو تخجل المسافة وتنتهي
وكان الحديث معك قصير حتى تمنيت للمرة الأولى
أن لا ينتهي أبداً .

هكذا كل المتناقضات لا تجتمع إلا بيننا
كانت في قلبي مساحة هائلة من الحب حتى تقول
ما تريد دون قيود .

أفهم أنا ما لم تقله لي .

لم أرد أن أنم كنت أملأ عيني بك كنظرة أخيرة
عناق أخير و كلمة حلوة أعلقها حلقة في أذني حتى أتذكرك
كلما وسوس لي الشيطان أنك نسيت وددت لم أنني أراك
من بين الكلمات تتمسك بعنقي كطفل صغير لن يبتعد عن أمه
رغم كل العتاب لكنني كنت أرى أنثى ثابته لا تحتاجني ترخي يدها
من يدي دون أن يتحرك قلبها .

هل كنا مضطرين أن نخسر من نحب ؟
ونحن نعلم أن الحياة أقصر من عناق و أطول من عتاب
تنهيه كلمة واحدة منك

أتذكر مقطعا من فيلم ما .

كان أحدهم يصرخ في وجه أنثى بأنفعال
ويقول كيف توقفت عن الإمساك بيدي ..؟

كيف فرطت بي؟
كنت قد بقيت أنت فقط
ذهبت و أدرت ظهرك لي
أرأيت ثمة حب كحبال مهترئة
تنهيه الحياة بدردشة مملة وثمة حب ٱخر
يجعلنا أقوى في الحالتين كنت قوي بك وأنا أعرف أن أحداً ما على هذه الأرض يهتم لأمري لكنني حين جربت الحبل معك كان مهترئا أكثر مما ظننت وكنت أنا الطرف الذي يسقط كل مرة .

في الحب في العلاقات كلها وفي الحياة أكثر شخص يتمسك بنا هو أكثر شخص نتخلى عنه .

لأن الحياة تعلمنا بشكل ما أن نكون عابرين وأن لا نتشبت بشيء أبداً أخبرتك ليلتها أن النسيان سهل وأننا في الحالات القصوى كالموت ننسى أيضا ونستمر وأنا أعلم بخساراتي الفادحة في نعمة النسيان
ثم أمضيت الليلة أقنع نفسي أنه كان حلما

أقرأ على نفسي المعوذتين وأعود لقراءتهم مرة أخرى .

ليس علي أن أقلق بعد الٱن ليس علي أن أشتاق لشخص يرميني للأيام وحدي دون عتاد وليس علي أن أتذكر الأيام الحلوة بعد اليوم لأن طعم الخذلان حارق .

أن تسقط رجلك في أكثر خطواتك أمانا وأن يفشل أختيارك الوحيد الذي أخترته بكامل ثقتك من بين الجميع .

دمتم بخير .

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *