لسانك ( حصانك ) ..؟

قياسي

يقول جل وعلا: لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ [النساء:114]

مما لا شك فيه أن طبيعتنا البشرية وما جبلنا عليه هو حب كل شيء جميل سوا أكان فعل أو قول ولأهمية هذا الأمر في ديننا الذي علمنا الشيء الطريق الصحيح الذي خلقنا الله سبحانه وتعالى من أجله وهو عبادة الله في أمرنا وامتثال اوامرة في ما نهانا عنه وقد تعلمنا ذلك من خلال قرءاتنا للقرآن أو السنة النبوية وهي الأحاديث التي جاءت على لسان نبينا محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم .

وكما هو موضح في عنوان الموضوع لسانك وكما يقال إن صنته صانك وإن خنته فستجد شيء أخر غير الصيانة حيث أننا لا نتنبأ بالتصرفات التي ربما تحدث عندما نقع في زلات اللسان .

لسانك وهو عضو من أعضاء الأنسان يقوم بعدة أدوار معينة في حياتنا اليومية لا أعتقد أن هناك من يحتاج لنشرحها فاللسان خطير وخاصة في الكلام الذي يصدر منه .

ولو تأملنا ما يحدث حولنا كل يوم لوجدنا أن غالبية الناس يتحدث دون مراعاة لما يصدر من لسانه من اللغط الكثير الذي لا يستفيد منه أحد .

ولان قدرات الناس متفواته تجد منهم من هو سليط بلسانه ولو كان في الحق أو الخير فهذا أمر محمود ويثاب عليه صاحبه .

لكن ما بالكم بمن يطلق سلطة لسانه يمنه ويسره دون مراعاة لمشاعر غيره ودون أحترام حقوق الناس ناهيك عن أنه ربما يقوم بذلك من أجل سلب الناس حقوقهم مستعيناً بطول لسانه الذي لم يستغله في شيء يرضي الله ورسوله صلى الله عليه وسلم .

بل أن بعضهم لا يبالي بما يفعل وعندما تحاول أن تخبرة بما فعل أستشاط وزاد في ضياعة .

أن الكلام الطيب فيه خير سوا لصاحبه أو للمتلقي الذي يسمعه وعندما نعلم أنفسنا وأطفالنا وطلابنا وطالبتنا بذلك ويشعرون به في أنفسهم ويعيشونه في حياتهم فنحن هنا نخلق بيئة حسنه بيضاء لا تنطق إلا عسلاً .

فوائد :

* الصمت حكمه فليس بالضرورة أن تتحدث حتى تعرف ما سوف تتحدث به .

* خير الكلام ما قل ودل فلا تكثر الخوض في النقاشات والقيل والقال .

* كلنا ولله الحمد الان مطلع ومن لم يكن كطلع فلدية جميع الوسائل لذلك علينا عدم منح البعض مساحة للنقاش في شيء تعلم يقيناً حقيقته .

* لأن كبيرنا يحترم صغيرنا والعكس فلا تتحدث إلا بما تعرف ولا تتحدث في حضرة منهو أكبر منك سناً وعليك الأنصات .

* أبتعد عن اللف والدوران باللسان من أجل تمرير مقاصد ما أنزل بها من سلطان فالناس تريد الإيجاز القليل والحديث الجميل .

* أنصح من تجده مخطيء فنحن مأمورين بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بشرط أن يكون ذلك بألطف أسلوب الحديث وأهونه وعدم فرضة .

* علموا من لكم شأن في تعليمهم كالأولاد والطلبه والاخوان والعمال والزملاء والحديث شامل للجنسين .

في النهاية أختم بالحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : «كان رجلان في بني إسرائيل متواخيين فكان أحدهما يذنب والآخر مجتهد في العبادة فكان لا يزال المجتهد يرى الآخر على الذنب فيقول : أقصر فوجده يوما على ذنب فقال له : أقصر فقال خلني وربي أبعثت علي رقيبا .؟ فقال : والله لا يغفر الله لك فقبضت أرواحهما فاجتمعا عند رب العالمين فقال لهذا المجتهد أكنت بي عالما ..؟ أو كنت على ما في يدي قادرا ..؟ وقال للمذنب أذهب فادخل الجنة برحمتي وقال للآخر اذهبوا به إلى النار». قال أبو هريرة: والذي نفسي بيده لتكلم بكلمة أوبقت دنياه وآخرته .

فالكلمة الواحدة لها تأثير خطير .

كونوا بخير و علموا أطفالكم

لان ( العلم في الصغر كالنقش على الحجر ) .

ودمتم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *