من السور التي خاطبت الكافرين سورة الكافرون وهي سورة مكية من قصار السور ويقول المولى عز وجل في سورة الكافرون بسم الله الرحمن الرحيم { قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ} الآية 1
أمية بن خلف والوليد بن المغيرة وغيرهما ؛ أن جماعة من كبار كفار قريش وسادتهم ذهبوا إلى رسول الله صلّ الله عليه وسلم طالبين منهم أن يُقبل عليهم من أجل أن يعرضوا عليه أن يتبع دينهم وهو عبادة الأصنام وتمجيدها ؛ مقابل أن يتبعون دينه وهو عباده الله تعالى ؛ وذلك لمدة عام كامل ؛ فإذا وجدوا الذي جاء به رسول الله صلّ الله عليه وسلم خير فيتبعوه بعد ذلك ، وكذلك إذا وجد رسول الله صلّ الله عليه وسلم ما يعبدوه خيرًا فيعبد آلهتهم ويبتعد عن عبادة الله .
إستعاذ رسول الله من الشرك بالله سبحانه وتعالى ، ونزلت هذه السورة في الوحي على رسول الله صلّ الله عليه وسلم لترد بحسم على أولئك الكفار ، فذهب رسول الله صلّ الله عليه وسلم إلى المسجد الحرام ؛ وقد اجتمع فيه الملأ من قريش ؛ فقرأ عليهم سورة الكافرون ؛ حتى انتهى من قراءتها ، وحينها علم الكافرون أنه لا مجال لإعادة نبي الله عن دعوته فأكثروا من أذيته وذويه حتى جاءت الهجرة .
وردت سورة الكافرون بكل توكيد وحزم ؛ كي تقطع كل السبل على الكافرين لمساومتهم الدنيئة ؛ لكي يؤكد الله سبحانه وتعالى على أن التوحيد بالله ليس كالشرك به ؛ لذلك لا مكان للجدال في هذا الأمر القاطع الحاسم ؛ لذلك ذكر الله تعالى أسلوب نفي بعد نفي ؛ وأسلوب توكيد بعد توكيد .
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم اللهم صل و سلم و بارك علي سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .