الأنسان
ذلك المخلوق المكرم المغشي بالسمو والاعتزاز حيث كل شيء مسخر له وله من كل شيء نصيب وقدر .
ذلك التكريم جعل من بعض بني البشر مادة للجشع والطمع وطلب المزيد دون اكتفاء حتى صارت الأنانية خلقاً راسخاً فيهم يظهر قولاً أو فعلا، واقر أن الزمن دون سواه كفيل بتطبيع الانسان إما على الخير أو الشر فالأيام وحدها التي تزرع فينا بذار الحب والعطاء أو تسقينا من كأس الأنانية المطلقة والطمع اللاحدودي .
فحين تلتقي فكرة الخير بقريناتها من الأفكار وحين تمتزج مع بعضها في ذهن الانسان تصنع منه انسان العطاء والتضحية بخلاف إلتقاء الأفكار السوداء بالنفس الأمارة بالسوء وامتزاج الخلق السيء مع طبع الانسان الطامح لامتلاكـ كل شيء فتكون البداية أفكاراً يرفضها الانسان ومن ثم تتحول أفعال يعتاد عليها وسرعان مايصير ذلك الاعتياد ممارسة .
إذاُ أخلاقنا تحكمنا وتحكم على تصرفاتنا وطبائعنا ولن نكتسب الأخلاق بكثرة القراءة أو الكتابة عنها بقدر ماسنكتسبها من حبنا لها أو نفورنا منها .
وليست كلمة الأخلاق دوماً مقرونة بالخير والسماحة فهي تشمل الخلق الحسن والخلق السيء .
وأي خلق أفضل من الإقتداء بصاحب الخلق العظيم والسير على نهجه وطريقته فأخلاقه ليست أحاديثاً تُقال ولا كلمات تُروى بل هي أفعال لا يدركها إلا صاحب القلب السليم والخلق القويم .
فإن كان في غير نهجه سيرنا كنا كمن يجري نحو السراب في طريق لا نهاية له والسراب لايخدع أحداً غير صاحبه .
دمتم بخير .