الدعاء عدو البلاء يدافعه و يعالجه ..؟

قياسي

إليك أنفع الأدوية

إليك عدو البلاء يدافعه ويعالجه و يمنع نزوله ويرفعه أو يخففه إذا ما نزل إليك سلاح المؤمن .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((الدعاء سلاح المؤمن وعماد الدين ونور السموات والأرض)).

لكن للدعاء أسـرار لا بد من معرفتها

فقد كان عمر ابن الخطاب يقول :
“إني لا أحمل هم الإجابة معه ولكن هم الدعاء فإذا ألهمتم الدعاء فإن الإجابة معه”.

فمن ألهم الدعاء فقد أريد به الإجابة.

قال تعالى: (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم).

وقال سبحانه:
(وإذا سألك عبادي عني فإني أقريب أجيب دعوة الداع إذا دعان).

مقامات الدعاء مع البلاء:

أحدهما: أن يكون أقوى من البلاء فيدفعه.
الثاني: أن يكون أضعف من البلاء فيقوى عليه البلاء فيصاب به العبد ولكن قد يخففه وإن كان ضعيفاً.
الثالث: أن يتقاوما ويمنع كل واحد منهما صاحبه.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((لا يرد القدر إلا الدعاء ولا يزيد في العمر إلا البر وإن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه)).

الدعاء واجب:

قال صلى الله عليه وسلم:
((من لم يسأل الله يغضب عليه)).
هذا يدل على أن رضاه في سؤاله وطاعته.

إذا رضي الرب تبارك وتعالى فكل الخير في رضاه،
وفي كل بلاء ومصيبة في غضبه.

((لا تعجزوا في الدعاء فإنه لا لا يهلك مع الدعاء أحد)).
((إن الله يحب الملحين في الدعاء)).

أشراط قبول الدعاء:

– يجمع مع الدعاء حضور القلب.
– تخصيص الدعاء في أوقات الإجابة وهي:
“الثلث الأخير من الليل، بين الأذان والإقامة، وأدبار الصلوات المكتوبات،
وعند صعود الإمام يوم الجمعة على المنبر حتى تقضى الصلاة من ذلك اليوم،
ويوم الجمعة آخر ساعة بعد العصر”.
– خشوع القلب والانكسار بين يدي الرب وذلاً له وتضرعاً ورقة.
– استقبال الداعي القبلة.
– أن يكون على طهارة.
– رفع اليدين على الله.
– البدء بحمد الله والثناء عليه.
– الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم.
– تقديم بين يديه حاجته التوبة والاستغفار.
– أدخل على الله وألح عليه في المسألة وتملقه بدعاء الرغبة والرهبة.
– التوسل إليه بأسمائه وصفاته وتوحيده.
– التقديم بين يدي الدعاء صدقة.
فإن هذا الدعاء لا يكاد يرد أبداً لا سيما إن وافق الادعية التي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنها مظنة الإجابة أو أنها تضمن للاسم الأعظم.

أفة تمنع وقوع الإجابة:

أن يستعجل العبد ويستبطئ الإجابة فيستحسر ويدع الدعاء.
وهو بمنزلة من بذر بذراً أو غرس غرساً فيجعل يتعاهده ويسقيه فلما استبطأ كماله وإدراكه تركه وأهمله.

قال صلى الله عليه وسلم:
((يستجاب لأحدكم ما لم يعجل يقول: دعوت فلم يستجب لي)).

((لا يزال يستجاب للعبد ما يدع بإثم أو قطعية رحم ما لم يستعجل قيل: يارسو الله ما الاستعجال؟ قال: يقول قد دعوت وقد دعوت فم أر يستجاب لي فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء)).

الدعاء سلاح:

الأدعية والتعوذات بمنزلة السلاح والسلاح بضاربه لا بحده فقط. فمتى كان السلاح سلاحاً تاماً لا آفة به والساعد ساعد قوي والمانع مفقود حصلت به لانكاية في العدو. ومتى تخلف واحد من هذه الثلاثة تخلف التأثير، فإذا كان الدعاء في نفسه غير صالح، أو الداعي لم يجمع بين قلبه ولسانه في الدعاء، لم يحصل الأثر.

الدعاء والقدر:

ظن البعض أن الدعاء لا فائدة فيه إن كانت الأمور كلها مقدرة ويرد على هؤلاء…
بأن الشبع والري قد قدرا لك فلا بد من وقوعهما أكلت أو لم تأكل.
وإن لم يقدرا لم يقعا أكلت أو لم تأكل.
والصواب:
أن هذا المقدور قدر بأسباب، ومن أسبابه الدعاء.
فلم يقدر مجرداً عن سببه، ولكن قدر بسببه،
فمتى أتى العبد بالسبب وقع المقدور، ومتى لم يأت بالسبب انتفى المقدور.

أهديك بعض الأدعية المأثورة:

سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً يقول:
“اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد لوم يكن له كفواً أحد”… فقال: ((لقد سأل الله بإلاسم الذي إذا سئل به أعطى وإذا دعي به أجاب”. وفي لفظ: “لقد سألت الله باسمه الأعظم”.

في حديث أنس بن مالك:
“أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم جالساً ورجل يصلي ثم دعا فقال: اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت المنان بديع السموات والأرض يا ذا الجلال والإكرام ياحي ياقيوم. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لقد دعا الله باسمه العظيم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى”.

في حديث أبي هريرة رضي الله عنه:
” أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أهمه الأمر رفع رأسه إلى السماء وإذا اجتهد في الدعاء قال: ياحي ياقيوم”.

دعوة ذي النون:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((دعوة ذي النون إذا دعا وهو في بطن الحوت: (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين) إنه لم يدع بها مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له)).

دعاء الكــرب:

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عند الكرب:
(( لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السموات السبع ورب الأرض ورب العرش الكريم)).

دعاء الهـم والحـزن:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(( ما أصاب أحداً قط هم ولا حزن فقال : ( اللهم أني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو علمته أحداً من خلقك أو أنزلته في كتابك أو استاثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي ) إلا أذهب الله عز وجل همه وحزنه وأبدله مكانه فرجاً فقيل: يا رسول الله، ألا نتعلمها؟ قال بلى ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها)).

من كتاب ابن القيم رحمه الله

دمتم بخير .