الكذب ..؟

قياسي

الكذب ليس من صفات المؤمنين

كن قدوة حسنة في الصدق 

قال الله عز وجل : (إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَأُوْلئِكَ هُمُ الْكَاذِبُون).

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «يُطْبَعْ المؤمنُ على كُلِّ خُلُقٍ ليسَ الخيانةَ والكذبَ» .

وقال عليه الصلاة والسلام : «إنما بُعِثْتُ لأتمم مكارم الأخلاق».

لقد بين الله تبارك وتعالى في كتابه الحكيم أن الكذب ليس من صفات المؤمنين، حيث ان الأصل في المؤمن أن يكون صادقاً لا يكذب، أميناً لا يخون وأن يكون متأسياً في ذلك برسول الله صلى الله عليه وسلم الصادق الأمين الذي لم يتهم قط بالكذب .

كما قال الله تعالى: (فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللّهِ يَجْحَدُونَ).

قال عبد الله بن سلام رضي الله عنه ـ الذي كان أحد أحبار يهود: «لمَّا قَدِمَ النبي صلى الله عليه وسلم المدينة كنتُ فيمن انْجَفلَ [أي ذهبوا مسرعين] فلمَّا تبينتُ وَجْهَهُ عرفتُ أنَّ وَجْهَهُ ليس بوجه كذاب».

ولقد أخبر الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم عن انتشار الكذب بعد القرون الفاضلة، فقال: «أُوصِيكُمْ بِأَصْحَابِي ثُمّ الّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمّ الّذِينَ يَلُونَهُمُ ثُمّ يَفْشُو الْكَذِبُ [أي ينتشر] حَتّى يَحْلِفَ الرّجُلُ وَلاَ يُسْتَحْلَفُ، وَيَشْهَدَ الشّاهِدُ وَلاَ يُسْتَشْهَدُ..».

للكذب آثار سيئة حيث إنه يحول بين المسلم وبين كمال الإيمان، فعن صفوان بن سليم قال: قيل يا رسول الله أيكون المؤمن جبانا؟ قال: نعم، قيل له : أيكون المؤمن بخيلا؟ قال: نعم، قيل له: أيكون المؤمن كذابا؟ قال: لا.

نجد في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم تحذيرا واضحا ونفيا قاطعا من الكذب بكل أنواعه وأشكاله، وأن الإيمان والكذب لا يجتمعان في قلب المسلم.

فعن عائشة رضي الله عنها قالت: «ما كان خُلُقٌ أبغضَ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكذب، ولقد كان الرجلُ يُحدِّثُ عند النبي صلى الله عليه وسلم بالكذبة فما يزال في نفسه حتى يعلم أن قد أحدث منها توبة».

ومن أنواع الكذب التي شدَّد الإسلام في التحذير منها، الكذب على الله عز وجل في التحليل والتحريم بدون دليل،

قال الله تعالى: (وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلاَلٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ).

وقال تعالى: (فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا أو كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ).

والكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه يردي صاحبه في النيران فعن علي رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم : «لا تكذبوا علي ؛ فإنه من كذب علي فليلج النار» وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من كذب علي فليتبوأ مقعده من النار».

ومن أنواع الكذب الذي شدَّد الإسلام في التحذير منه الأيمانُ الكاذبة في بيع السلعة، فعَنْ أَبِي ذَر رضي الله عنه عَنِ النّبِيّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «ثَلاَثَةٌ لاَ يُكَلّمُهُمُ الله يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلاَ يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ، وَلاَ يُزَكّيهِمْ، وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ» قَالَ: فقالها رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم ثَلاَثَ مِرَارٍ، قَالَ أَبُو ذَرَ: خَابُوا وَخَسِرُوا، مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللّهِ؟ قَالَ: «الْمُسْبِلُ إِزَارَهُ وَالْمَنّانُ وَالْمُنَفّقُ سِلْعَتَهُ بالحلف الكاذب».

ومن أكثر أنواع الكذب انتشاراً الكذب في المزاح حيث يظن البعض أنه يحل له الكذب إذا كان مازحاً وهو العذر الذي يستباح به الكذب وهذا خطأ شائع ولا أصل له في الشرع المطهَّر،

والكذب حرام مازحاً كان صاحبه أو جادّاً،

فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إني لأمزح ولا أقول إلا حقّاً».

وعن أبي هريرة قال : قالوا يا رسول الله إنك تداعبنا

قال: «إني لا أقول إلا حقا».

دمتم بخير .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *