قول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له ..؟

قياسي

قول : ( لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ) في اليوم مائة مرة

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ((مَنْ قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له المُلْك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، في يوم مائة مرة، كانت له عدل عشر رقاب، وكُتبت له مائة حسنة، ومُحيت عنه مائة سيئة، وكانت له حرزًا من الشيطان يومه ذلك حتى يُمسي، ولم يأتِ أحدٌ بأفضل ممَّا جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك))[1]، فما أعظمَه من أجر جزيل، وثواب عظيم على عمل يسير!

إن أعظم الذكر بعد القرآن هو قول: لا إله إلا الله؛ لأنها كلمة التوحيد، فما أخفَّها على اللسان! وأثقلها في الميزان! فكيف إذا كرَّرها المسلم، حتى آخرها مائة مرة أو تزيد عليها؟! فسوف يستقرُّ التوحيد في قلبه، وتطمئنُّ نفسُه، وينشرح صدرُه بإذن الله تعالى.

لو تأملت معاني هذه التهليلة العظيمة، لرأيت عجبًا، فإنك تُعلن التوحيد بقولك: (لا إله إلا الله)، وتُؤكِّده بقولك: (وحده لا شريك له)، وتُثبت الملك كلَّه لله بقولك: (له الملك)، وأيضًا الحمد بقولك: (له الحمد)، وتُثبت القدرة الكاملة لله تعالى بقولك: (وهو على كل شيء قدير)، فما أعظمها من معانٍ عظيمة! فأحضِر قلبك حينها.

إن تكرار هذه التهليلة العظيمة (مائة) مرة، لا يستغرق وقتًا طويلًا؛ بل إنك عندما تُكرِّرها بهذا العدد، تعلم يقينًا أنك لم تستغرق أكثر من (ثنتي عشرة) دقيقة تقريبًا، فما أقلَّه من زمن، وأعظمَه من ثواب!

حقًّا إن وجود هذا الثواب العظيم الجزيل على هذا العمل اليسير، يدلُّ دلالةً واضحةً على سَعة فضل الله تعالى وكرمه على عباده، ورحمته بهم في مضاعفة أجورهم.

أستعنْ بالله تعالى في أول صباحك؛ لتكميلها، واعقدها بأصابعك؛ لتنال شهادة تلك الأصابع عند الله تعالى لك، فإنهنَّ مستنطقات، فإن لم تتمكَّن في أول يومك، فلا مانع من قولها في أوقات مختلفة، لكن كلما كانت مُتقدِّمة في أول يومِك كان أفضل، وأهدى، وأكثر عزمًا، وأسرع حرزًا؛ كما قال ذلك أهل العلم.

جميل جدًّا أن تقولها بلسانك، مستحضرًا ذلك بقلبك؛ حيث إن هذا هو أفضل مراتب الذكر، وهو ما تواطأ عليه القلبُ واللسان، مما سيكون له الأثر البالغ في السلوك.

أجعَل هذا الذكر العظيم برنامجًا يوميًّا، تستفتح به صباحَك ويومَك، واحرِص أن تجعل بداية يومِكَ هو تَكرار هذا التوحيد، فيا بُشراك حينها!

لا تُفرِّط في مثل هذا العمل الجليل العظيم بنسيان، أو انشغال، أو تسويف من الشيطان، فإن هذا العمل عبادة قولية، يُمكن لك تنفيذها في ذَهابك وإيابك؛ مما يجعلها يسيرةً في تنفيذها والاستمرار عليها.

دمتم بخير .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *