الغرور يرادفه التعجرف أو الغطرسة أو التكبر وهو من أقبح الصفات الإنسانية وبالرغم من أنه يضر بالآخرين إلا أنه يضر بصاحبه أولا لأنه يجعله لا يرى الحقائق من حوله ويعيش في برج عاجٍ بمعزل عن الناس فالشخص المغرور يترفع عن رؤية الأمور في نصابها الصحيح .
وتعد صفة الغرور من عوامل تعطيل نجاح الإنسان ، لأنها تجعله متكبرا على تقبل أي نصيحة أو نقد ، حتى وإن كان في موضعه الصحيح ؛ مما يؤدي بالإنسان المغرور إلى الوقوع في الأخطاء والأزمات ، في حياته العائلية وكذلك داخل نطاق عمله ، وهو ما يجعله متأخرا بخطوات عن غيره ، ويقلل من فرص تحقيقه لأهدافه وطموحاته .
علامات الغرور
هناك بعض الأمور التي تعد علامات للغرور والتي إذا تواجدت في شخص ما تدل على أنه مصاب بالغرور ومن علامات الغرور الآتي :
- التمسك بالرأي .
- عدم سماع آراء الآخرين المخالفة للرأي الشخصي .
- رفض أي انتقادات شخصية أو اجتماعية أو مهنية .
- الاستهانة بوجهات نظر الغير .
- علو الأنا والتكبر .
- الشعور بأنك أفضل كثيرا من الآخرين .
- رفض النصيحة .
- الادعاء بمعرفة كل شيء .
- تكرار الوقوع في نفس الأخطاء وعدم التعلم منها .
- الفشل في إنجاز بعض المهام الحياتية والمهنية .
- تضخم الذات .
- إظهار قدر كبير من الثقة في الآراء والتوجهات .
سلبيات الغرور
صفة الغرور تضر بصاحبها ولها سلبيات كثيرة ؛ منها :
- التردد في تقديم أي طلب إذا لزم الأمر .
- تدمير العلاقات الإنسانية جميعها سواء الأسرية أو المهنية أو الاجتماعية .
- الصعوبة في الوصول لشخص ما لطلب مساعدته .
- سهولة التلاعب بالأشخاص المغرورين .
- الناس تبتعد عن المغرور وتتجنبه .
- عدم معرفة الشخص المغرور بمكانته الحقيقية وقدره في الواقع .
- يضحك الآخرون على الشخص المتعجرف من وراءه وبعضهم يحتقره .
- خسارة العديد من الأشخاص .
- عدم الإحساس بالرضا .
- يكون الإنسان المغرور مكروها من الناس .
الغرور في الإسلام
حذّر الدين الإسلامي الحنيف من صفة الغرور ، وبيّن لنا أنها خدعة من الشيطان ، يخدع بها الإنسان ويجعله يغتر بنفسه ويتعالى على الآخرين ، وقد نهانا الله سبحانه وتعالى عن صفة الغرور ، وقال جل وعلا في الآيات من 6 – 8 من سورة الانفطار : ” يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الكَرِيمِ . الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ . في أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ ” .
في الآية السابقة يذكّر الله جل شأنه الإنسان بنعمه عليه ، حتى لا يغتر بحاله ولا يتكبر على الناس ، فيذكّرنا بأنه خلقنا فأحسن خلقنا وأنعم علينا بنعم كثيرة ، فلا يجب علينا أن نتكبر على أحد ؛ وقد خُلقنا من تراب ومآلنا إليه في النهاية .
الغرور والتواضع
التواضع نقيض الغرور ، ذلك لأن الشخص المتواضع لا يتعالى على غيره ولا يحقّر من شأن الأخرين كما يفعل المغرور ، والأشخاص المتواضعون يكونوا محبوبين من الآخرين ، بعكس المغرورين الذين يكرههم الناس ويبتعدوا عنهم ، والتواضع مفتاح المحبة والتآخي والعلاقات الإنسانية السليمة والصحية في أي مجتمع .
أنواع التكبر
- تكبر الإيمان : يأتي من ثقة الشخص الزائدة بنفسه وقدراته وأفكاره ، فهو يعتقد دوما أنه على صواب ، وغيره ممن يخالفه في الرأي على خطأ .
- التكبر الغاضب : يحدث عندما يتوقع الشخص المتكبر أن غيره على خطأ ويتصيد له الأخطاء ، وعندما يقع في الخطأ بالفعل ينتهز المتكبر الفرصة ويبدي غضبا هائلا وإدانة للشخص المخطىء .
كلام قوي عن الغرور
الغرور صفة لا يجب على أي شخص انتهاجها ، لأنه سوف يصبح منبوذا من المحيطين به ، وسيكرهونه حتما بتكرار مواقف غروره ، وتكرار أخطائه كذلك ، ولا يوجد مغرور ناجح أو محبوب ، لأن طبيعة البشر هي التواضع وتقدير الآخرين ؛ لذلك فالمغرور لا يقدّره الآخرون ؛ حتى وإن كان موهوبا أو مميزا .
أما الفرق بين الكبرياء والغرور والتكبر واضح للغاية ، وذلك على اختلاف أنواع كل صفة منهم ، ولكن الجدير بالذكر أن كلها صفات غير محمودة بالتأكيد .
التخلص من الغرور
لكي يتخلص الإنسان من الغرور ، عليه بذل مجهود كبير للتخلي عن الأنا بداخله ، والتحول إلى تقدير مجهود وأفكار غيره ، وتشجيعهم على كل نجاح يحققونه وعدم التقليل منه ، ومحاولة الظهور بمظهر التواضع ولو شيئا فشيئا ؛ حتى يكسب الإنسان حب الآخرين ، وبذلك يتخلص من غروره .
دمتم بخير .