الذئب و الأرنب
كل ذئب طيب فى تصرفاته، فليس هناك حيوان مفترس يحمل بداخله الشر والمكر وبالطبع هذا يظهر للحظة الأولى كلام متناقض فكيف يكون مفترس وليس شرير أو ماكر فى نفس الوقت، وهذا بسيط للغاية فهذا الحيوان المفترس لا يأكل إلا عندما يجوع ولا يقتل حباً فى القتل، ولو هذا صحيح فهى غريزة بداخله أعطاها إياها الوهاب، فعندما نرى نحن بنى البشر أى حيوان يفترس حيوان آخر أو يستخدم المكر والخديعة لذلك نحكم عليه بالشر وأنه حيوان آثم، رغم أنه لم يعدو سوى حيوان يدافع عن حقه فى البقاء فى قانون الغابة الذى يحكم عليه ذلك وهنا تظهر الغريزة داخل الحيوان فى حب البقاء .
كذلك لو نظرنا إلى أى حيوان نباتى مثل الأرنب فهو يأكل الجزر ويلتهمها ويقضى عليها، فهل لأنها لا تنزف دماً أو تحاول الفرار منه حفاظاً على حياتها نقول عليه حيوان طيب ومسالم، رغم أن نفس الغريزة هى التى تدفعه لأكل هذه الجزرة حتى يضمن حياته .
إن الدافع واحد ولكن الطريقة مختلفة ومتاحة فى كلاً من الحالتين فى عالم الحيوانات والسبب فى إعتقادنا هذا هو نظرة البشر إلى تلك الحيوانات وهى نظرة تنطوى على كثير من الذاتية وبعيدة عن الموضوعية والتى هى مطلب كل ناظر وباحث عن الحقيقة .
دمتم بخير .