لا تحتـج بكثرة الفـتن وفـسـاد الزمان لتبـرير تفـريـطك وتقـصيرك .
فبينما تنام أنتَ عن صلاة الفجر هناك رجـل غيرك لا يرضى إلا بصلاة الفـرائـض مع جمـاعة المسجد .
وبينما تـؤخرين أنتِ صلاة الفريضة عن وقتها، هناك امـرَأَة غيركِ تعتبر صلاة قـيام الليل الفـرض السادس بعد الصلوات الخمس.
وبينما لم تفتح أنتَ المصحف من شهر رمضان الماضي، هناك رجـل غيرك لا يقِـل وردُه اليومي من القرآن عن ثلاثة أجزاء.
وبينما لم تقـضـي أنتِ ما عليك من صيام الفريضة منذ سنين مضت، هناك امـرَأة غيركِ لا يفوتها صيام النوافل.
وبينما تتعللُ أنتَ بالحـرجِ من ردِّ الغـيبة وسط أقـرانك، هناك رجـل غيرك لا يتجـرأ الناس على غـيبـة أحدٍ في وجـوده لما يعلمون من جـرأته في إنـكـار الـمـنـكـر.
وبينما تُدقـقـين أنتِ في اخـتيـار أجمل صـورك المفعمة بالدلال والرقـة لتعـرضيها على صفحتك لتحصـد إعجابات الجميع هناك امـرأة غيرك تمتنع عن ذلك لئلا تلفت أنظـار الرجـال إليها.
هؤلاء الحريصون وغيرهم كثيرون حولنا ومعنا في الزمان عينه ويمرون بالفـتـن نفسها وسيكونون حجـة علينا يوم القيـامة، فلنراجع أحوالنا مع الله قبل غـد حيث لا ينفع نـدم .
دمتم بخير.