الناس
لا تحتاج منك سوا
( أن لم تنفعهم فلا تضرهم )
لأننا أحيان كثيرة نريد مشاركة منهم حولنا بالأفراح أو عكس ذلك ونشاركهم في جميع ظروف حياتهم دون البحث عن تفاصيل الأمر الذي يزعجهم فهناك خصوصيات لا يرغب الكثيرون الحديث عنها .
لذلك أسعدكم الله نبدأ من الحديث الشريف عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ، وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ» .
وكذلك قول النبي ﷺ : المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يُسْلمه ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة[1].
فالناس لا تريد منك إلا الكلام الطيب والكلمة الطيبة هدية الله وفضله لعباده {وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ} [الحج:24] وهي رسالة المرسلين وسمة المؤمنين دعا إليها رب العالمين في كتابه الكريم فقال : {وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْـزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا} [الإسراء:53].
كما أن الكلمة الطيبة شعبة من شعب الإيمان عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت» (متفق عليه).
وبالكلمة الطيبة تتحقق المغفرة لقوله صلى الله عليه وسلم : «إن من موجبات المغفرة بذل السلام وحسن الكلام» (رواه الطبراني) .
بل إن الكلمة الطيبة سبب في دخول الجنة فعن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «في الجنة غرفة يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها لمن ألان الكلام أطعم الطعام بات لله قائمًا والناس نيام » (رواه أحمد في مسنده).
علمًا أن «الكلمة الطيبة صدقة» كما قال نبيُّنا صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه وأنها تحجب المؤمن من النار ففي حديث عمر بن حاتم رضي الله عنه : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه: «اتّقوا النار ولو بشق تمرة فإن لم تجدوا فبكلمة طيبة» ( رواه أحمد في مسنده).
يقول جل جلاله: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّـهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ . تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا ۗ وَيَضْرِبُ اللَّـهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ . وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ} [إبراهيم:24-26].
يقول ابن القيم رحمه الله: “شَبّه الله سبحانه الكلمة الطيبة -كلمة التوحيد- بالشجرة الطيبة لأن الكلمة الطيبة تثمر العمل الصالح، والشجرة تثمر الثمر النافع”. الكلمة الطيبة هي حياة القلب، وهي روح العمل الصالح، فإذا رسخت في قلب المؤمن وانصبغ بها {صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ} [البقرة:138]
وواطأ قلبُه لسانَه وانقادت جميعُ أركانه وجوارحه فلا ريب أن هذه الكلمة تؤتي العمل المتقبَّل {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} [فاطر:10].
الكلمة الطيبة هي كلمة الحق ثابتة الجذور سامقة الفروع لا تُزعزعها أعاصير الباطل ولا تحطِّمها معاول الهدم والطغيان تقارع الكلمةُ الطيبةُ كلمةَ الباطل فتجتثّها فلا قرار لها ولا بقاء لا بل {يَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ} [الأنبياء:18].
هذا ما أحببت نقلة لكم
نسأل الله لنا و لكم الهداية
صلوا على نبينا محمد ﷺ .
و دمتم بخير .