ســــيدنا داوود عليه السلام ..؟

قياسي
ســــيدنا داوود …
كان صوته أجــمل صوت علي وجه الأرض ،
وكان يتلو الزبور بأكثر من 70 طريقة ،
ومن شِدة جمال صوته كان أول ما يبدأ تلاوة تتجمع حوله الطيور والوحوش والحيوانات للإستماع لتلاوته ، وتســـــــبح الطيور .. !!
قال تعالى :
( وسخرنا مع داوود الجبال يُســـبِحن والطير )
والله يعطي الأمر الإلهي ..
( يا جبال أوبّي معهُ والطــير )
أي :
سبّحوا عندما يسبّح ، واسكتوا عندما يسكت ،
كأنها أوركســترا سيمفونية تعزف من الخلائق .

(يســبِحن بالعشيّ والإشراق )
العشيّ من بعد العصر لليل ،
والإشراق هو وقــــت الضحى ..
( والطـــيرُ محشــورة ) تتزاحم للتســبيح ..
( كلٌ لهُ أواب )‏ أي :‏ مطيعة متناغــمة .
ســــيدنا داوود …
ربنا ألان له الحديد ، يشكّله مثل الصلصال بيده من غير مطارق موهبه وقوة أعصاب في يده ..!!
قال تعالى : ( وأَلَنَّا لَهُ الحـــــديد ) ..
فصنع الدروع لحماية الجـــيش ،
( أَنِ اعــمل سَابِغَاتٍ وَقَدِّر فِي السَّرْدِ )
‏سابغات أي : الدرع اللي بيغطي الصــدر ..
قدّر في السرد أي :
إحسب قدر الحلقات التي يوضع فيها المسامير ..
ســـيدنا داوود …
اشتهر خلال فـــترة حُكمه بالعدل ،
قال تعالى : ( وَآتَيناهُ الحكمةَ وَفَصلَ الخطاب )
كان يملك من رجاحة العقل وقوة المنطق
أن يوفق بين المتخاصمين بحكمه ..
و بينما كان يتعبد ليلاً في محرابه أتاه اثنان قفزا من فوق الســـور ..
( وهل أتأك نبأُ الخصم اذ تَسوروا المحراب * إِذ دخلوا علي داوود ففزِع مِنهم )
ظل داوود مترقــب لهم ولم يتحدث اليهم ،
( قَالُوا لا تخف خصمان بَغَىٰ بعضُنا علي بعضٍ فَاحكم بيننا بالحق ولا تُشْطِط )
أي : لا تبتعد عن الحق
وهذه كلمة الغرض منها إستفزازه ..
( واهدنا الي ســواء الصراط )
تدارك داوود الموقف ،
وتوقّع إن الموضـوع لا يحتمل التأجيل ..
وبدأ واحد منهم يقول :
( إنّ هذا أَخِي لَهُ تِسعٌ وتسعونَ نَعجةً وَلِيَ نَعجةٌ وَاحِدَةٌ فقال أكفيلنِيهَا وعزَّنِي في الخِطاب )
( أكفلنيها )أي : تنازل عنها لي أرعاها مع غنمي
( وعزّني في الخطاب ) أي : أقنعني إنها عندي وحيدة دون ونس وإني فقير لا أستطيع الصرف عليها ..
وعندما زاد الخلاف بيننا هددني بأخذها بالقوة ..
تأثر ســيدنا داوود وقال :
( قال لقد ظلمك بســـؤال نعجتك إلي نِعَاجِهِ )
هنا اختفى الرجلان … !!!
فعرف داوود انهم ملكان نزلوا في صورة بشر
‏من أجل أن يعلّموه عدم التسرع في الحكم ويسمع الطرف الثاني ..
‏( وإن كثيراً من الخلطاء لَيَبْغِي بعضُهم علي بعضٍ إلَّا الذين آمنوا وعملوا الصالحات )
( وظنَّ داوودُ أنّما فَتَنَّاهُ فَاستغفر رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وأَنَابَ )‏
( أناب ) أي : أسرع بالتوبة ..
‏لماذا ســـيدنا داوود .. ؟
أولاً :
لأن سيدنا داوود سيورّث ابنه سليمان الحكمة من بعده …
ثانياً :
الله أراد بحكمته ليقول لنا إن أكثر شخص حكيم في الدنيا يمكن أن يخطأ ..
من أجل ذلك قال :
( أولئك الذين هدى الله فبهداهم إقتده )
لأن أخطاء الأنبياء دروس لنا ..
داوود عندما سجـــد ( فغفرنا لهُ ذلك )
( وأنّ لهُ عِندنَا لَزُلفَىٰ )
أي : درجة شديدة من القُرب وعلو المكانه ..و(حُسن مآب )
أي : يوم القيامة تندهش من عظمة مكافئته ..
‏سيـــدنا داوود …
هو القدوة لكل نبي بعده ،
ولكل ولي أمر وقاضي وكل حاكم ..
‏( يَا دَاوُودُ إِنا جعلناك خليفةً في الأرض فَاحكُم بينَ النَّاسِ بِالحَقِّ وَلا تَتَّبِع الهَوَى..)
وهذه رساله لـ داوود
( إنّ الذِينَ يَضِلُّونَ عن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُم عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ )
وهذه رسالة لـ من بعده حتى قيام الساعة ..
إذا أتممت القراءة علق بشيء تؤجر عليه
استغفر الله العظيم و اتوب اليه ..
سبحانك اللهم و بحمدك
صلى على سيدنا ونبينا وقدوتنا وشفيعنا
محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .