كثيرة هي الأشياء التي تحتاج منا إلى نظرة أخرى ورؤية أفضل
وتحليل أدق ، كي نراها ونتلمسها بعين قلوبنا وعندما ننظر إليها ونضعها في موضعها اللائق يتبين لنا كم كنا بعيدين عن مصدر النور ومعين الحق .
الحياة بنظرتنا الضيقة ننظر إلى الحياة او نحياها كما قد آليفنا آبائنا ، حياة روتينية محورها وشعارها اعمل لدنياك كأنك تموت غداً ودع أمر آخرتك إلى حينه.
صراعات لا تنتهي هي الحياة .. تلك ولكن بنظرة أخرى التي علمنا إياها رب العالمين نرد هذه الحياة إلى موضعها موضع الاختبار والتمحيص وموضع الجسر الذي لا يعدو إلا أن يكون جسراً يعبر بنا إلى الاخرة .. جنة أم ناراً.
خلق الله آدم وعلمه كل شئ خلق السماوات والارض والشمس والقمر وكل ما حولنا ليعين بنى آدم على هذا الاختبار أو يعيقه إذا اختار ذلك لنفسه .
رزقنا أنعم علينا نعم لا تعد ولا تحصى ولم يطلب منا الكثير ولم يطلب منا إلا ما يصلح حياتنا هذه
{ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ }
ولم تأت هذه العبادة حتى إلا لتتوافق مع باطن الانسان وروحه التي لا تجد ضالتها إلا في طاعة ربها
لتكون المعادلة كذلك ” رب أنعم على الانسان بنعم وافرة ، وعرض عليه حمل الرسالة وقبلها ، ووفر له كل العوامل التي تعينه على هذا الاختبار والتمحيص ، ولا يعامل بالعدل وفقط – بالرغم من ان المعادلة من المفترض ان تكون كذلك – ولكنه يعامله بالفضل ويذكره ويدله على الخير ويعينه ويرشده ويمنعه عن الزلل أحياناً “
إن أصل كل المعادلات هي وجود كفتين ولكن هاهنا الأمر يختلف كثيراً فبمقاييس البشر القاصرة ان كل عطاء يقابله عطاء ، ولكن هاهنا العطاء من الله لنا لا لنكافئ العطاء بمثله فالله هو الغني المعطي ولكن عطاء نستخدمه في ما يصلح أمر دنينا وآخرتنا .
فبنظرة أوقع للحياة يكون من البديهي ان نستعمل كل هذه النعم والعطاءات فيما خلقنا من أجله ولكن حالنا كائن ما بين مفرط ومقصر وجاحد لهذه النعم بل ومنكر لها ولبارئها ، فحتى معادلات الدنيا البغيضة يكفر بها البعض في هذا الموضع ولا نعامل الله حتى مكافئة على نعمه علينا فضلاً على انه يستحق الشكر والعبادة والاخبات سبحانه .
دمتم بخير .