إن التاريخ لا يعرف دينًا ولا نظامًا كرَّم المرأة باعتبارها أمًا و أعلى من مكانتها مثلما جاء بهِ دين محمد “صلى الله عليهِ وسلم” الذي رفع من مكانة الأم في الإسلام وجعل برها من أصول الفضائل كما جعل حقها أعظم من حق الأب لما تحملته من مشاق الحمل والولادة والإرضاع والتربية وهذا ما يُقرره القرآن و يُكرره في أكثر من سورةٍ ليثبِّته في أذهان الأبناء و نفوسهم .
الأم هي مصدر الحنان ومصدر العطاء والحب فالأم هي الحجر الأساسي لتكون الأسرة ذ تقوم بالعديد من التضحيات لأطفالها و عائلتها حيث يرتكز مفهوم الأم على الحب غير المشروط لمن حولها .
تلبية احتياجات أطفالها كما تجهز أبناءها بالمعارف والمهارات اللازمة لخوض تجارب الحياة لتضمن لهم المستقبل المشرق لذلك تعد وظيفة الأم من أصعب المهام في العالم ويشار إلى أن معظم النساء يفضلن احتياجات أبنائهن على احتياجاتهن الشخصية وتعتبر جميع النساء بأنّ دور الأمومة هو مهمة أساسية
في حياتهن ولهذا تقوم العديد من وسائل الإعلام والثقافات الشعبية في غرس مفهوم ومبادئ الأم الجيدة في المجتمع .
كما أن من أعظم الأدلة على مكانة الأم في الإسلام الحديث النبوي الشريف الذي يروي قصَّة رجلٍ جاء إلى النبي ” صلى الله عليه وسلم ” يسأله من أحق الناس بصحابتي يا رسول الله ..؟ قال : «أمك» قال : ثم من ..؟ قال : «أمك» قال : ثم من ..؟ قال : «أمك» قال : ثم من ..؟ قال : «أبوك» .
يروي البزار : أن رجلًا كان بالطواف حاملًا أمه يطوف بها فسأل النبي “صلى الله عليه وآله وسلم” هل أديت حقها قال : « لا ولا بزفرة واحدة » أي زفرة من زفرات الطلق و الوضع و نحوها .
وبر الأم يعني إحسان عشرتها وتوقيرها وخفض الجناح لها وطاعتها في غير المعصية وإلتماس رضاها في كل أمر حتى الجهاد إذا كان فرض كفاية لا يجوز إلا بإذنها فإن برها ضرب من الجهاد .
من الأحاديث النبوية الدالة على مكانة الأم في الإسلام قصة الرجل الذي جاء إلى النبي “صلى الله عليه وسلم” فقال : يا رسول الله أردت أن أغزو وقد جئت أستشيرك فقال : « هل لك من أم ..؟ » قال : نعم قال : « فالزمها فإن الجنة عند رجليها » .
وقد كانت بعض الشرائع تهمل قرابة الأم ولا تجعل لها أعتبارًا فجاء الإسلام يوصي بالأخوال والخالات كما أوصى بالأعمام والعمات .
كذلك من الأحاديث أن رجلًا أتى النبي “صلى الله عليه وآله وسلم” فقال : إني أذنبت فهل لي من توبة ..؟ فقال : «هل لك من أم ..؟ » قال : لا قال : « فهل لك من خالة ..؟» قال : نعم قال : « فبرها » .
من عجيب ما جاء به الإسلام أنه أمر ببر الأم حتى وإن كانت مشركة فقد سألت أسماء بنت أبي بكر النبي “صلى الله عليه وسلم” عن صلة أمها المشركة وكانت قدمت عليها فقال لها : « نعم صلي أمك » .
و من رعاية الإسلام للأمومة وحقها وعواطفها أنه جعل الأم المطلقة أحق بحضانة أولادها تقديرًا لمكانة الأم في الإسلام وأولى بهم من الأب حيث قالت امرأة يا رسول الله إن ابني هذا كان بطني له وعاء وثديي له سقاء وحجري له حواء وإن أباه طلقني وأراد أن ينتزعه مني فقال لها النبي “صلى الله عليه وسلم” «أنتِ أحق به ما لم تنكحي» .
الأم التي عني بها الإسلام كل هذه العناية وقرر لها كل هذه الحقوق واجب عليها أن تحسن تربية أبنائها، فتغرس فيهم الفضائل وتبغضهم في الرذائل وتعودهم على طاعة الله وتشجعهم على نصرة الحق ولا تثبطهم عن الجهاد أستجابةً لعاطفة الأمومة في صدرها بل تغلب نداء الحق على نداء العاطفة .
ولقد رأينا أمًا مؤمنة كالخنساء في معركة القادسية تحرض أبناءها الأربعة وتوصيهم بالإقدام والثبات في كلمات بليغة رائعة وما إن أنتهت المعركة حتى نعوا إليها جميعًا فما ولولت ولا صاحت بل قالت في رضا ويقين الحمد لله الذي شرفني بقتلهم في سبيله ..!
الأم
هى الحياة
وهي الأرض الطيبة
التى تنبت نباتاً طيباً إذا ما تمت رعايتها كما ينبغي وتكريمها بما يليق بها فقد أمرنا الله بتكريمها فى ديننا الأسلامي ووصانا عليها النبى الكريم صلى الله عليه وسلم فى أحاديثه الشريفة .
فضل الأم على أولادها تحمي الأم أبناءها بسبب غريزة الأمومة التي تمتلكها حيث أشار العديد من علماء النفس التنموي إلى أن ظاهرة تربية وحماية الطفل هي ظاهرة حقيقية تولد مع الأم، بالإضافة إلى أنها تتحمل مسؤولية إشعار الطفل بالأمان، والدعم الجسدي، وإظهار الجانب العاطفي تجاه أطفالها من التقبيل، والتشجيع، والمعانقة وغيرها.
أهمية الأم في الأسرة تعمل الأم على تنشئة الأبناء التنشئة السليمة والصحيحة: تتولى أمور التربية في المنزل تربي أبنائها على الخير والأخلاق الحسنة وتعلمهم أمور الدين لا بد لها أن تكون قدوة حسنة لأبنائها فتحافظ على صلاتها وسائر العبادات الأخرى تتحلى بأحسن الأخلاق وتبتعد عن السيئة منها، وذلك لأن الأطفال غالبا ما يقلدون أمهاتهم خصوصا البنات فهن أمهات المستقبل لذلك يجب الاهتمام بتربيتهن وتعليمهن، فالأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق تربي وتنشئ الأجيال القادمة وبالتالي تساعد على بناء مجتمع سليم ومترابط بسواعد أبنائه.
رعاية أبنائها من النواحي الصحية، فهي تسهر على راحتهم، وإذا مرض أحدهم تسهر بجانبه طوال الليل وتهتم به وتقدم له الأدوية وتتابع وضعه الصحي حتى يشفى ويعود سليما ومعافى. استقبال أبنائها عند عودتهم من المدارس والجامعات بكل الحب والشوق. مساعدة أبنائها بالدراسة للوصول إلى أعلى المراتب من النجاح والتفوق، فتفرح لنجاحهم وتفوقهم ومساندتهم في كل المواقف.
الاهتمام بتغذية الأبناء والزوج بتحضير الوجبات الغذائية التي يحبونها وتصنع لهم الحلويات والوصفات اللذيذة.
لن أطيل عليكم لكن :
إن أردتم أجيالاً طيبة متسقة نفسياً و بدنياً و تعليمياً فأحرصوا على تهيئة المناخ الصحى الذى تنشأ به هذه الأجيال وهذا المناخ لا يتأتى إلا بصلاح التربية وصلاح التربية لن يتحقق إلا بوجود الأم الصالحة المستقرة المكرمة غير المهانة .
فيا أولى الأمر أنتبهوا جيداً لهذا الخطر الذى قد يودى بمستقبل أجيال يتم تشريدها نفسياً على إثر تقلبات الهوى، فلا تجد الأم قانوناً يحميها فتتحمل فوق طاقتها ولا يستند استقرار حياتها وأولادها إلا على رحمة من الله .
الأم
هي نواة الأسرة
و الأسرة هي نواة المجتمع التي إن صلحت و استقامت صلح المجتمع و استقام .
أدام الله أمهاتنا و أعاننا على طاعتهن و رعايتهن و برهن ورحم الله الأمهات الراحلات و أسكنهن فسيح جناته جزاء ما قدمن من تضحيات .