الدنيا ميدان فسيح زمانا ومكانا، فيها الحركة وفيها الحياة والأحياء والنشاطات، ومن الطبيعي أن تكون محط اهتمام من عاش فيها ودارت به الأحوال وتقلبت، وتنقل بين مراحلها بين عسر ويسر وسعادة وشقاء وأمل وألم ووفاء وجحود.
هذه التقلبات ودورة الأيام فيها من المعاناة الشيء الكثير.
هذا راحل وآخر عائد، والناس بين التلاقي والفراق.
والشعراء وذوو الإحساس والشعور المرهف عبروا عن هذه الدنيا أفراحها وأتراحها، فاتجهت قصائدهم إلى جوانب دينية واجتماعية مع التواصي بالصبر وتجاوز الصعاب وتحملها والتفاؤل بغد أفضل، وكأن الشاعر بهذا يؤكد انتماءه لمجتمعه من خلال إحساسه بهموم ذلك المجتمع.
يقول الشاعر فهد بن إبراهيم المفرج:
ياالله بصبر ايوب في حزة الباس
والا بصبرٍ مثل صبر المهادي
صبرٍ على الدنيا وصبرٍ على الناس
وصبرٍ على ما قدّر الله وارادي
الهم ما يجليه سجة وهوجاس
يجليه ركعة مع سجود انفرادي
في ليلةٍ خرمس والاجواد غطاس
تدعو بها المعبود رب العبادي
لاهلّت دموعك وترجمت الاحساس
بنبرة خشوع وحولك الجو هادي
تبي تحس براحةٍ مالها قياس
وتدلّ دربك بعد ما كنت غادي
وتيسّر امورك على كل نبراس
وتفتح لك الارزاق عقب النفادي
وتزيح عن صدرك اثر كل وسواس
وتلبس من الراحة ثيابٍ جدادي
ويغبطك تجار الجواهر والالماس
لو كنت في عيون البشر شخص عادي
ويقول الشاعر بدر الصاعدي
ليت الليالي كلها صبح وانسام
طيورها تسجع لنا لا سرحنا
تطرب مسامعنا زينات الانغام
وتجبر عثراتنا يوم طحنا
لكن دورات الليالي والايام
يومً تبكينا ويومً فرحنا
نعيش مابين الحقايق والاوهام
ونقاوم جروح الدهر لو جرحنا
نجامل وقتٍ فيه خيبات واحلام
ياما خسرنا فيه وياما ربحنا
ان جات زينة ياسعد حظنا قام
وان كان راحت يالمقادير رحنا
ليت الزمن وقف على بيض الايام
من كل هم وضيق كان استرحنا
يقول الشاعر خالد بن محمد المقرن:
كلٍّ على ما قيل لاهٍ بدنياه
والرّابح اللي ما يخلّي صلاته
وكلٍّ يجرّ الصوت غنّى بليلاه
يطرب بشعرٍ يعجبه في غناته
والرّابح اللي شدّ مصحف بيمناه
رتّل كتاب الله يغنم حياته
وكلٍ يبي السفرات ماعاد تلقاه
إلا بأوروبا مغيّر صفاته
وما حج بيت الله ولا جاب طرياه
وهو قريّب مثل حذفة عصاته
النّاس مشغولة تبي المال والجاه
واغلبهم اللي ضايعٍ في شتاته
يطرد ورا دنيا تحده على اقصاه
ويضيق لو يسعى لشيٍ وفاته
أمّا العبادة أمرها سهل ينساه
يترك صلاته خامل في سباته
هذا كلامي لو تفحّصت معناه
تلقى نصيحة ما هو والله شماته
والصّحّ لو يسعى لدينه ودنياه
يطلب رضا ربّه ويطلب غناته
يا الله ترحمنا برحمتك يا الله
تغفر لعبدك قبْل ساعة وفاته
وصلاة ربّي عدّ ما هلّت مياه
من مزنها واستشرفتها نباته
على محمّد خيرة الخلق بهداه
نمضي على نهجه وناخذ وصاته
ويقول الشاعر أحمد الناصر الأحمد:
يمضي العمــر ودروس الايام تترى
هذا يعذرب فيك و هذاك يمدحك
يرقد امل يومك على احلام بكرا
ياكثر مايحزنك ياقل ما افرحك
بعض البشر حطّه على الجرح يبرا
وبعض البشر لامن تعافيت يجرحك
ويقول الشاعر: إلهاب بدر المطيري :
صبرنا على جور الزمن والزمن لاجار
يبيد الرجَال ويقطع الدلو باالجمة
وحملنا طويق وضلع ابانات مع سنجار
وعبرنا وكل ٍشايل الضلع في كمه
وصبرنا ولابحنا من ظروفنا الاسرار
ولانشتكي مثل الذي يشتكي لأمـه
وكبرنا وحنا تونا باالعمار صغار
وسبقنا الكبار اللي بهم كبر مع زمـة
دمتم بخير .