قال حكيم من الحكماء خمسة أشياء ضائعة: السراج في الشمس، والمطر في السباخ المالحة، والمرأة الـحسناء عند الأعمى، والطعام الطيب يقدم بين يدي الشبعان، وكلام الله سبحانه في صدر الظالم.
– قال أبو العلاء المعري في الأيام وتجارب الحياة:
أَلاَ إِنَّمَا الأَيَّامُ أَبْنَاءُ وَاحِدٍ
وَهَذِي اللَّيَالِي كُلُّهَا أَخَوَاتُ
فَلاَ تَطْلُبَنَّ مِنْ عِنْدِ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ
خِلاَفَ الَّذِي مَرَّتْ بِهِ السَّنَوَاتُ
– قال قاضي القضاة يحيى بن صاعد الهروي في الحياة الدنيا والمفتونين بها:
أَرَى حَاجَةَ الإِنْسَانِ قُوتاً وَمَلْبَساً
وَسَائِرَ حَاجَاتِ النُّفُوسِ فُضُولَهَا
فَمَا الْعُمْرُ إِلاَّ سَاعَتَانِ فَسَاعَةٌ
تَوَلَّتْ وَأُخْرَى أَنْتَ تَرْجُو حُصُولَهَا
فَلِمَ كُلُّ هَذَا الْكَدِّ مِنْ أَجْلِ سَاعَةٍ
وَلَيْسَ يَقِيناً أَنْ تَنَالَ وُصُولَهَا
– قال ابن دريد في القضاء والقدر:
تَفِرُّ مِنَ الْقَضَاءِ وَلَسْتَ تَدْرِي
بِأَنَّ الْمَرْءَ فِي قَبْضِ الْقَضَاءِ
وَأَيْنَ مَفَرُّ لَيْلٍ مِنْ نَهَارٍ
وَمَنْ يُنْجِي صَبَاحاً مِنْ مَسَاءِ
وَتُبْرَمُ فِي السَّمَاوَاتِ الْقَضَايَا
وَأَيْنَ مَنَاصُ أَرْضٍ مِنْ سَمَاءِ
– قال الأديب الغانمي في النفاق والمنافقين:
يَا مَنْ يُكَاشِرُنِي جَهْراً وَيُبْغِضُنِي
سِرّاً َوَيَحْسِبُ أَنِّيَ فِيهِ مُرْتَابُ
وَمَنْ يَثِقْ بِمَقَالٍ لاَ يُصَدِّقُهُ
فِعْلٌ فَفِي حِسِّهِ بَلْ فِي عَقْلِهِ عَابُ
فَكَذِّبِ السَّمْعَ وَاقْبَلْ مَا تَرَى قِبَلاً
فَالعَيْنُ صَادِقَةٌ وَالسَّمْعُ كَذَّابُ
– قال أوحد الزمان الغزنوي في الحياة الدنيا:
إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ مَتَاعٌ
وَالسَّفِيهُ الْغَبِيُّ مَنْ يَصْطَفِيهَا
مَا مَضَى فَاتَ وَالْمُؤَمَّلُ غَيْبٌ
وَلَكَ السَّاعَةُ الَّتِي أَنْتَ فِيهَا
– قال الإمام عبدالقادر الجرجاني عن كيفية العيش بين الجهال:
كَبِّرْ عَلَى الْعَقْلِ يَا خَلِيلِي
وَمِلْ إِلَى الْجَهْلِ مَيْلَ هَائِم
وَكُنْ حِمَاراً تَعِشْ بِخَيْرٍ
فَالسَّعْدُ فِي طَالِعِ الْبَهَائِم
– قال علي بن محمد الباخرزي عن زمن الغرائب والعجائب عندما يسود ويحكم الصبيان والخصيان والنسوان:
الدَّهْرُ يَلْعَبُ بِي فَهَا أَنَا لُعْبَةٌ
أُبْكِي وَأُضْحِكُ زُمْرَةَ الصِّبْيَانِ
تَتَصَرَّفُ الأَيَّامُ بِي فَكَأَنَّنِي
مَالُ الوَرَى فِي رَاحَةِ الْخِصْيَانِ
الذُلُّ بِالرَّجُلِ الْعَزِيزِ مُوَكَّلٌ
وَالْعِزُّ مَوْكُولٌ إِلَى النِّسْوَانِ
– قال الإمام العاصمي متهكما بمن ينتحلون صفة العلماء:
يُلَقَّبُ قَوْمٌ بِالِإمَامَةِ بَيْنَنَا
وَلاَ يَعْرِفُونَ العِلْمَ إِنْ عَنْهُ فُتِّشُوا
أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ الْمُلَقِّبَ نَفْسَهُ
بِمَا لَمْ يَكُنْ لَهُ أَهْلاً مُتَكَرِّشُ
– قال علي بن الهيصم متهكما على ترفع المسؤولين عن استقبال عامة الناس:
يَقُولُونَ لِي لِمَ أَتَيْتَ الْعَمِيدَ
وَأَنْتَ تَرَى ضَيْقَ أَوْقَاتِهِ
فَقُلْتُ لَهُمْ حَاجَةٌ قَدْ دَعَتْ
وَلِلْمَرْءِ ضِنٌّ بِحَاجَاتِهِ
وَإِنِّي لَآتِي كَنِيفَ الْخَلاَ
وَلَوْلاَ الضَّرُورَةُ لَمْ آتِهِ
– قال شرف القضاة يوسف الجويني في المتملقين ولاحسي أحذية أولي النعمة:
يَا أَهْلَ مَائِدَةِ الْعَمِيدِ فَقَدْتُكُمْ
جُمِعْتُمُوا مِثْلَ الْحَمِيرِ عَلَى العَلَفْ
لِي هِمَّةٌ شَمَّاءُ عَالِيَّةُ الذُّرَى
تَأْبَى مُزَاحَمَةَ الْكِلاَبِ عَلَى الْجِيَف
– قال محمد بن زنجي البغدادي في الاعتذار:
إِذَا اعْتَذَرَ الصَّدِيقُ إِلَيْكَ يَوْماً
مِنَ التَّقْصِيرِ عُذْرَ أَخٍ مُقِرِّ
فَصُنْهُ عَنْ جَفَائِكَ وَاعْفُ عَنْهُ
فَإِنَّ الصَّفْحَ شِيمَةُ كُلِّ حُرِّ
– قال السابوري في النميمة والنمامين:
وَلاَ تَكُنْ لِصَاحِبٍ مُغْتَاباً
وَمُغْرِقاً فِي ثَلْبِهِ إِنْ غَابَا
– قال أبو العلاء المعري في النميمة والنمامين:
وَإِنَّكَ إِنْ أَهْدَيْتَ لِي عَيْبَ وَاحِدٍ
جَدِيرٌ إِلَى غَيْرِي بِنَقْلِ عُيُوبِي
– قال جميل صدقي الزهاوي في العناية والرقي بالأم:
لَيْسَ يَرْقَى الأَبْنَاءُ فِي أُمَّةٍ مَا
لَمْ تَكُنْ قَدْ تَرَقَّتِ الأُمَّهَاتُ
– قال أبو العلاء المعري في إكرام الأم:
الْعَيْشُ مَاضٍ فَأَكْرِمْ وَالِدَيْكَ بِهِ
وَالأُمُّ أَوْلَى بِإِكْرَامٍ وَإِحْسَانِ
وَحَسْبُهَا الْحَمْلُ وَالإِرْضَاعُ تُدْمِنُهُ
أَمْرَانِ بِالْفَضْلِ نَالاَ كُلَّ إِنْسَانِ
– قال أبو عمر بن عبدالله بن عمرو العرجي في حمل الأمانة:
وَمَا حُمِّلَ الإِنْسَانُ مِثْلَ أَمَانَةٍ
أَشَقٌّ عَلَيْهِ حِينَ يَحْمِلُهَا حَمْلاَ
فَإِنْ أَنْتَ حُمِّلْتَ الأَمَانَةَ فَاصْطَبِرْ
عَلَيْهَا فَقَدْ حُمِّلْتَ مِنْ أَمْرِهَا ثِقْلاَ
وَلاَ تَقْبَلَنَّ فِيمَا رَضِيتَ نَمِيمَةً
وَقُلْ لِلَّذِي يَأْتِيكَ يَحْمِلُهَا مَهْلاَ
– قال سالم الخاسر في التمني والأمنيات:
مَنْ رَاقَبَ النَّاسَ مَاتَ غَمّاً
وَفَازَ بِاللَّذَّةِ الْجَسُورُ
لَولاَ مُنَى الْعَاشِقِينَ مَاتُوا
غَمّاً وََبَعْضُ الْمُنَى غُرُورُ
– قال عدي بن زيد العبادي في الأمل:
رُبَّ مَأْمُولٍ وَرَاجٍ أَمَلاً
قَدْ ثَنَاهُ الدَّهْرُ عَنْ ذَاكَ الأَمَلْ
كَيْفَ يَرْجُو الْمَرْءُ قُوتاً لِلرَّدَى
وَهْيَ فِي الأَسْبَابِ رَهْنٌ مُخْتَبَلْ
– قال أسامة بن منقذ في الصبر على الإساءة والحقد:
إِذَا جَرَحَتْ مَسَاوِيهُمْ فُؤَادِي
صَبِرْتُ عَلَى الإِسَاءَةِ وَانْطَوَيْتُ
وَرُحْتُ عَلَيْهِمُ طَلْقَ الْمُحَيَّا
كَأَنِّيَ مَا سَمِعْتُ وَلاَ رَأَيْتُ
تَجَنَّوْا لِي ذُنُوباً مَا جَنَتْهَا
يَدَايَ وَلاَ أَمَرْتُ وَلاَ نَهَيْتُ
وَلاَ وَاللهِ مَا أَضْمَرْتُ غَدْراً
كَمَا قَدْ أَظْهَرُوهُ وَلاَ نَوَيْتُ
وَيَوْمُ الْحَشْرِ مَوْعِدُنَا وَتَبْدُو
صَحِيفَةُ مَا جَنَوْهُ وَمَا جَنَيْتُ
دمتم بخير .