هناك بعض الملاحظات على توظيف بعض المفردات بغير محلها، في قصيدة للشاعر عبدالله بن سبيل، وهي القصيدة التي يقول فيها:
يا عين وين احبابك اللي تودين؟
اللي ليا طاب الوطن ربعوا به
أهل البيوت اللي على الجو طوقين
عد خلا ما كنهم وقفوا به
منزالهم تذري عليه المعاطين
تدري عليه من الذواري هبوبه
عهدي بهم باقي من السبع ثنتين
قبل الشتا والقيظ مل امحسوبه
فلت جهامتهم من الجو قسمين
الزمل حدر والظعن سندوا به
يبغون مصفار من النير ويمين
الله لا يجزي طروش حكوا به
قالوا من الوسمي نباته ليا الحين
ومن تالي الكنه تملت ادعوبه
شيالة الكايد على العسر واللين
والى وطاهم موجب رحبوا به
زاد التشا معهم بليا مواعين
وإن شافوا الضيف المطرق عدوا به
والى تريض يذبحون الخرافين
ومن زاد بيت الله تفرش عصوبه
والى عطوا يعطون روس البعارين
وإن فات منه مشي ما حسبوا به
هذه الملاحظات منها قوله في البيت الأول «ليا جو منزلٍ ربّعو به»، فقوله منزلٍ نكرةً هكذا لا يدل دلالةً مباشرةً على أنه يصلح لأن يربّع فيه، فالذي يصلح أن يكون مكاناً للمرباع فيه لفظ مرباعٍ، ولكنه غير صائغٍ لأنه يخل بالوزن، أما منزل فلا يصلح إلا على اعتبار أنه مضاف حذف المضاف إليه، وهو مربع أي «اللي إلى جاءوا» منزلَ مربعٍ أو منزلَ ربيعٍ ربّعوا به، ونظراً لأن وجود المضاف إليه يكسر الوزن، حُذِف المضاف إليه، كما يجوز اعتبار منزلٍ صالحٍ، إذا كان معنى الربيع لأهل المنزل الذين كانوا موجودين فيه قبلهم، وليس لحلالهم، فكأن الشاعر يريده بمعنى إذا نزلوا قريباً منا ربعنا لأن رؤية عشيقتي التي معهم ربيعٌ لي،
الملاحظة الثاني هي الأهم على معنى الزمل والظعن، في البيت الذي يقول فيه:
قلّت جهامتهم من الجو قسمين
الزمل حدّر والظعن سندوا به
فمعنى الظعن على حد عرفي هو الزمل عند ما يكون حُمِل عليه الأثاث وقت الرحيل، ويطلق عليه الزمل لأنه معدٌ للحمل عليه سواء كان عرواً أو محمولاً عليه، فكان من المفروض أن يقول:
قلّت جهامتهم من الجو قسمين الطرش حدّر والظعن سندوا به.
دمتم بخير .