المشاعر الإنسانية بحاجة إلى الاحتواء أن نحتويها لا أن نصدها و نقصيها الإطلاق في تصنيف بعض المشاعر لا يستقيم و لذلك لدي تحفظي الخاص في الأصل على تصنيف المشاعر إلى إيجابية و سلبية فمعظم المشاعر هي استجابة طبيعية للظرف الحاصل ولا تكون السلبية هي التعبير الصحيح لوصف الشعور في هذا الظرف بل هو على العكس : نتيجة متوقعة جبلت عليها الطبيعة الإنسانية و فرضتها أحوال الحياة.
لا بأس في أن نتعب، و أن نحزن، ما دام هذا التعب أو الحزن وليد ظرفه، بلا ذنب منا أو اختيار.
من واجبنا أن نحتوي هذا الشعور الوليد حتى نتشبع به ويكتفي منا، و من ثم نتركه يعبرنا بسلام، مفسحا المحل لشعور جديد.
السلبية تكمن إن أصررنا على صد الشعور، مما سيفضي إلى تفاقمه؛ فلا مفر للإنسان من شعوره مهما ادعى رفضه.
السلبية قد تكمن أيضا في التشبث بهذا الشعور حتى بعد إنقضاء عمره و ظرفه.
حين نصر على بلوغ مسلك أو هدف ما، فيقع ظرف ما محيلا الوصول إليه؛ لا تنقبض تجاهه
لعلها -هذه الظروف الخارجة عن إرادتنا- إشارات من القدر لنلتفت إلى وجود طرق أخرى.
إشارة إلى وجود منعطف آخر، بإمكاننا أن نسلكه مستجيبين إلى القدر، طائعين لمشيئة الله فيه.
أو أن نعصيه و نمضي نحو طريقنا الأول الذي اخترناه، و في هذه الأخيرة، سيكون الأمر مرهقا و صعبا، و سيخلف ضريبته فينا من سلبية النتائج و الشعور. . كيف؟
من الأسلم و الأفضل لنا دائما أن نتعامل بمرونة مع معطيات القدر، من منطلق الرضى و الإيمان،
إذ ما من جدوى في تحدي القدر، القدر غالبنا لا محالة! الفرق كل الفرق يأتي محصلة لما نعتقده في هذا القدر، فالظروف واحدة، و لكن أثرها سيتفاوت ما بين الامتنان أو السخط .
دمتم بخير .