لا تُفشي أسرار حياتكِ الخاصة عند الآخرين ..؟

قياسي

الزواج آية من آيات الله التي ذكرها الله جل وعلا في القرآن الكريم، وسنة الأنبياء والمرسلين صلوات ربِّي وسلامه عليهم، والإنسان ألصق شيء به زوجته، والله جعَل العلاقة بين الزوجين علاقة ودٍّ ورحمة، وجعل هذا النظام نظامًا تتحقَّق به السكينة والطُّمَأْنينة للزوجين، فإذا كانت العلاقة بين الزوجين نزاعًا وشقاقًا، ومعاداة كلِّ طرف للآخر، فهناك حالة مرَضية لا بدَّ أن تُعالج؛ لأن الأصل في العلاقة بين الزوجين المودَّة التي هي الحب والرحمة؛ قال تعالى: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الروم: 21]، وقال تعالى: ﴿ وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [البقرة: 228].

وهذه الآية تؤكِّد أن لكلٍّ من الزوجين حقًّا على الآخر، ونحن بصدد نصائح وإرشادات تُعين الزوجة – بإذن الله – على المحافظة على زوجها وبيتها ودوام الودِّ بينهما.

أضع بين يديكِ – أيتها الزوجة المباركة – بعض النصائح والإرشادات:

1 – تعرفي على أمر الله ونبيه صلى الله عليه وسلم؛ لكي تعرفي حقَّ زوجك عليك، وعِظَم حقِّه؛ فإنَّ ذلك أصل في صلاح العلاقة واستمرارها ونموِّ المحبة بينكما.

2- تعرفي على الصفات التي يحبُّها الزوج في زوجته، وطبِّقيها في واقع حياتكِ.

3- ابتعدي عن الصفات والأفعال التي يُبغضها زوجُكِ، وابتعدي عنها، وتذكَّري: إنما الطاعة بالمعروف، ولا تُغضبي ربَّكِ من أجل زوجِكِ؛ ((فلا طاعةَ لمخلوق في معصية الخالق)).

4- ابتعدي أنت وزوجكِ عن جلب المحرَّمات للبيت، أو ارتكاب الذنوب والسيئات في البيت، من أجل ألَّا تكثر الخلافات بينكما؛ فإن الذنوب شُؤم على أصحابها وأهلها، واحرصي على الخير، وكثرة الصلاة، وتلاوة القرآن الكريم وتشغيله في البيت؛ فالبيتُ الذي يُتلى فيه كتابُ الله بيتٌ مرحوم مبارك ملؤه الحبُّ، واحرصي على مجلس ذِكْر؛ كي تغشاكم الرحمة، وتحفَّكم الملائكة، ويذكركم الله فيمَن عنده؛ كما جاء في الحديث.

5- لا تُفشي أسرار حياتكِ الخاصة عند الآخرين؛ فإن ذلك يُغضب الله ورسوله.

6- احتوي دائمًا مشكلتكِ، وحاولي حلَّها في بيتك؛ فالأمورُ ما دامتْ في نطاق البيت ستُحلُّ بإذن الله.

7- لا تحاولي السيطرة على زوجكِ؛ فالرجل السويُّ بفطرته يحبُّ أن يكونَ هو المسيطر والمهيمن، ويريد أن يكون أسدَ عرينه؛ فلا تتصادمي مع ذكورته ورجولته، وتذكَّري دائمًا قوله تعالى: ﴿ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى ﴾ [آل عمران: 36].

8- استقبلي زوجَكِ دائمًا بالحبِّ والابتسامة، وتذكَّري أن الرجل طفلٌ كبيرٌ يحتاج إلى عطفكِ وحنانكِ.

9- لا تُكثِري سؤال زوجكِ عن كلِّ شيء؛ فإن ذلك يُزعج الرجل؛ فالرجل لا يحبُّ التحقيق معه، والشعور بأن زوجته تُريد السيطرة، فتكون ردة فعله قاسية، وتكونين أنتِ مَن صنعتِ ذلك.

10- احترمي أهله، وأكرمي والدَيه، وأطيعي أمرَه؛ فالمرأةُ التي تملك هذه الصفة امرأة تحتلُّ مكانةً كبيرةً في قلب زوجها.

11- لا تتخلَّيْ عن زوجكِ في الأزمات؛ فالرجل لا يهتمُّ كثيرًا بكلمات الرومانسية والحب التي لا تُترجم إلى واقع، فالرجل لا يُكثِر من كلام الحب لأنه يرى أن الحب بالفعل لا بالقول، فمِن حق الزوجة أن تسمع من زوجها كلامًا جميلًا ولكن عليها أن تحاول أن تفهمه بأسلوب أو بآخر أنها تتمنى أن تسمع منه كلاما جميلا.

12- لا تُكثري من الشكوى والتململ؛ فإن ذلك يضيق صدر الزوج، ويحتار في الطريقة التي تُسعدك.

13- لا تمنعيه أو تحاولي اختلاق الأعذار مِن المعاشرة الزوجية، وساعدي زوجكِ على العفَّة وغضِّ بصره.

14- تجمَّلي له دائمًا، واحرصي على ألَّا يشمَّ منكِ إلا الرائحة الطيبة الزكية.

15- لا تُهملي بيته وتتعلَّلي بالأولاد وأشغال البيت، واجعلي زوجكِ القضية الأولى بعد طاعة ربِّك.

16- احرصي دائمًا على التعلُّم، ورفع ثقافتكِ ومعلوماتكِ ومتابعة المستجدَّات، واقرئي عن عالم الرجل؛ كي تفهمي زوجكِ أكثر، فالزوجُ يحبُّ المرأة المتعلمة.

17- تحلي دائمًا بالأنوثة؛ فالزوج يحبُّ هذه الصفة في زوجته، وابتعدي عن الصراخ ورَفْع الصوت، والتشبُّه بصفات الرجال.

18- دعي زوجَكِ يُمارس حياته، ويعيش عالَمه كرجل، فهناك أمور يفعلها الرجل فتحاول المرأة منعه أو التضييق عليه، وهي مِن طباعه؛ كأن يحب أن يجلس وحده أو يصمت في بعض الأحيان، دعيه فهو يستمتع بذلك، ولا يحب أن يضيق عليه أحدٌ، وحاولي فهم ذلك، إنها من صفات الرجل.

19- لا تعتقدي أن زوجكِ لكِ وحدكِ، فلا تريدين أن يذهب عنكِ ويلازمكِ طوال الوقت، فعنده حقوق كثيرة؛ أولها حقُّ ربِّه، وحق والديه، وحق إخوانه وقرابته وأصدقائه، ساعديه على أداء حقوقه.

20 – حاولي تجديد العلاقة والحياة دائمًا بتغييرٍ في البيت وترتيبٍ، وليس شرطًا شراءُ الجديد.

21- إذا أردتِ طلب أمرٍ أو شيء منه فاختاري الوقت المناسب.

22- شاركي زوجكِ اهتماماته إن كانتْ مباحة، أما المحرَّمة فلا؛ كالحديث عن القراءة والكتب… إلى آخره إن كان مهتمًّا بهذه الأمور فمشاركته الاهتمامات سبب في قوة العلاقة بينكما.

23- اصبري على زوجكِ إن كانتْ لديه بعض الصفات والأخلاق السيئة، وحاولي مساعدته للتخلِّي عنها، فالتغيير لا يحدث في يوم وليلة، وتذكري صفاته الحسنة، وقوله تعالى: ﴿ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ﴾ [هود: 114]، وقابلي إساءته لكِ بالإحسان إليه؛ فذلك سبب في محاسبة نفسه ولومها مقابل أخلاقكِ الكريمة، وتذكَّري قوله تعالى: ﴿ وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ﴾ [فصلت: 34]، فقد أمرَنا تعالى بمقابَلة الإساءة بالإحسان لمن بيننا وبينه عداوة، فكيف إذا كان الزوج؟! وبالكمال تستمال القلوب!

24- تغافلي عن الأخطاء، وتذكري أن تسعة أعشار العافية في التغافُل، والتغافُل خُلُقٌ رفيع، يجعل الإنسان في سلامة صدر وراحة بال، فإذا وقف الإنسانُ على كل صغير وكبير دخَل في معاناة وشقاقٍ، وثقي تمامًا أن الكمال التام لله سبحانه، وأن الحياة تحتاج إلى تسامُح وتنازُلات مالم تصلْ إلى دِين أو عِرض.

أسأل الله أن يُصلح ويُديم المحبة والرحمة بين كل زوجين، وأن يُصلح بيوتات المسلمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

دمتم بخير .